أخبار المهتدين
شنبه 1 دی 1403
((باسمه تعالى
مواد الدستور الأساسي التي تخالف القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخالف المذهب الجعفري والعقل.
الواجب أن يكون المكلفون بكتابة الدستور الأساسي ممن يفهم كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, وإنني أتعجب ممن كتب الدستور الجديد, لأنه ليس لديهم علم بالمذهب ولا بالدين, وأتعجب لماذا يسكت العلماء على هذا القانون في الدولة؟!
أولاً: قرروا في مقدماته أموراً محدثة وخرافية لا تفهم وأدرجوا فيه كثيرا من المسائل الخرافية.
ثانياً: يقرر الدستور أن الحكومة تشكل بناءً على انتخاب الناس ـ أي: برأي الناس ـ ولابد أن يقال: إن مذهب الشيعة يقرر بأن الحاكم الإسلامي يجب أن يكون معيناً من الله ورسوله وليس بانتخاب عموم الناس, ففي المادة (12) أن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الجعفري, بينما المذهب الجعفري يقر بأن الحاكم يجب أن يكون معيناً من الله لا بانتخاب الناس.
بناءً على هذا: أليست الحكومة القائمة على آراء الناس وبانتخابهم تخالف المذهب الجعفري فأين الجعفريون أهم نائمون أم ماذا؟ كيف يسكتون على هذا الأصل؟
ثالثاً: استندت المادة (13) على كون أكثرية مسلمي إيران على مذهب التشيع, فاعتبرتم في هذا المقام الأكثرية, وهذا معيار باطل في القرآن, قال تعالى:(وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ) المؤمنون آية 70, وفي مقام آخر يقول: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) الأعراف آية 187, فالقرآن الكريم يبطل مصداقية الأكثرية, وموافقتها للحق في آيات كثيرة, فقال تعالى: (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) يونس آية 36, ويقول أيضا: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) الأنعام آية 116.
وإذا كنتم توافقون على اعتبار ميزان الأكثرية في مشروعية حكومتكم, فلماذا تطعنون في حكومة الخلفاء الراشدين التي تعبّر عن رأي الأكثرية؟!
وهنا أمر آخر: قررتم بأن الدين الرسمي لإيران هو الإسلام والمذهب الاثنا عشري.. والسؤال: الدين والمذهب شيئان مختلفان, فلماذا خلطتم بينهما في هذا المقام؟ أولا تعلمون أن بينهما فرقا من وجوه كثيرة؟! وإن كنتم لا تعلمون فهاكم الفرق:
1- الدين من الله والمذهب من صنع البشر.
هل جاء القرآن بالدين أم جاء بالمذهب؟! أكان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دين أم مذهب؟! أكان لأمير المؤمنين علي المرتضى عليه السلام دين أم مذهب؟ أهؤلاء كانوا مسلمين أم كانوا أحنافا وجعفريين وشيخيين وصوفيين وشافعيين؟! (1)
2- لا يحق لأحد أن يخترع في الدين, ولكن في المذهب يشرع للعلماء والمراجع اختراع ما يشاءون مع أن الله تعالى قال في كتابه: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) الأنعام آية 57, وقال: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة آية 44.
أنتم أقررتم في الدستور وجود قوة تشريعية ووضعتم مجلسا للمشرعين, مع أن المشرع في الإسلام هو الله وحده, وليس لأحد أن يضع قانوناً من نفسه, وكل الاجتماعات اللازمة يجب أن تكون لتنفيذ أحكام الله تعالى وطرح ما يخالفه, وإما أن يقدم البرنامج والشرائط اللازمة للإجراء.
3- الإسلام سهل, فكان الرجل من الأعراب يأتي في مجلس الرسول صلى الله عليه وسلام, فيتعلم الإسلام في دقيقتين, وأما المذهب فصعب معقد, ويحتاج من يريد تعلمه إلى أربعين سنة, ومن الممكن أيضا أن يقضي هذه المدة ولا يعرفه!
4- الإسلام يدعو إلى معرفة الله فقط, وأما في المذهب فلا بد أن تعرف المشايخ والأئمة والمراجع, ومن لم يعرفهم فهو كافر, مع أن أولئك الأئمة كانوا أتباعا للدين, فعلى الكل أن يلتزموا بالدين صغارا وكبارا, وان يكون دين الجميع واحداً, وعلى سبيل المثال: إذا كان علي عليه السلام يؤمن بالله ورسوله وكان أصول دينه شيئين أو ثلاثة فيلزم جميع أتباعه وجميع المسلمين أن يؤمنوا بما آمن به علي عليه السلام, لا أن يجعلوه جزءاً من الدين ويسموا المذهب باسمه.)
سوانح الأيام ص176-ص178
ــــــــــــــــــــــــ
(1) لعلنا نخالف المؤلف هنا في جمعه بين مذاهب أهل السنة ومذهب الاثنا عشرية في هذا الاعتراض, حيث أن مذاهب أهل السنة لا تتعدى كونها مذاهب فقهية مبنية على الاستنباط, والفقه فرع يجوز فيه الاجتهاد, ولا محل لبسط ذلك, أما مذاهب الاثنا عشرية والصوفية فهي مذاهب عقدية أكثر منها فقهية, ومسائل العقائد مبنية على النص لا الاستنباط, فمذاهب أهل السنة شيء والمذهب الاثنا عشرية والصوفي والشيخي شيء آخر.